السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين أتى أسم ليبيا ؟ أطلق قدماء المصريين وفراعنه مصر على القبائل التي تقطن غرب مصر بالليبيين . لأن أكبرها كانت القبيلة التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو LIBU . وقد ورد ذكر هذه أسم هذه القبيلة لأول مرة في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح MERNEPTAH من الأسرة التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر ق . م ). ومن الأسم الذى أطلقه قدماء المصريين على هذه القبيلة أطلق على هذه المنطقة أسم ليبيا وعلى سكانها أسم ليبيين - وبالرغم من تغيير أسم ليبيا عدة مرات فى خلال التاريخ إلا أنه ظل الإسم القديم الذى أطلقة قدماء المصريين على هذه الأرض هو إسم ليبيا .
وعندما آلت المنطقة إلى الإغريقين أطلقوا هذا الاسم على كل شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر، ونستدل على ذلك أنه أورده أيضاً المؤرخ اليهودى هيرودوت الذي زار "ليبيا" وذلك في بداية النصف الثاني من القرن الخامس ق .م
القبائل الليبية ومصر وفى اثناء فترات الجفاف التى كانت تهاجم الأراضى الليبية أحياناً وضعف الحكم فى مصر كانت بعض القبائل تهاجم مصر ووصلت إلى الحكم ويقال أن أسرة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون الفرعونية هى ليبية الأصل احتفظت بحكم مصر قرنين من الزمان (من القرن العاشر إلى القرن الثامن ق . م ) وكان مؤسس تلك الأسرة الملك شيشنق هو من ملوكها الأقوياء فإجتاح فلسطين وأستولي على عدد من المدن ورجع بغنائم كثيرة .
الليبين فى العصر الفينيقى وفى العصر الفينيقى سيطر الفينيقيين على سواحل شمال أفريقيا منذ فترة مبكرة . وكذلك على البحر المتوسط واحتكروا تجارته وكانوا يركبون البحر بين شواطىء الشام وإسبانيا ، فيجلبون الفضة والقصدير، ويبحرون بمحاذاة الساحل الغربي من ""ليبيا" فقداعتادوا عدم الابتعاد كثيرا عن الشواطىء خوفا من اضطراب البحر ورياحه وأنوائه لثقل حمولتهم من هذه المعادن . وكانوا يستعملون الشواطئ الليبية فترسو سفنهم على شواطىء "ليبيا" للتزود بما تحتاج إليه أثناء رحلاتها البحرية الطويلة .
ومن ثم أسس الفينيقيون موانئ أو مستعمرات تابعة لهم تعتبر كمراكز ومحطات تجارية كثيرة على طول الطريق من موانئهم في الشرق إلى إسبانيا في الغرب . وكانت هذه المراكز والمحطات التجارية التى أنشأها وأقام فيها الفينيقيون صغيرة وقليله لأنها خصصت لهدفهم وهو التجارة فلم يهتموا بقليل أو كثير بالبلاد التى أستوطنوها .
امتد نفوذ الفينيقيين إلى حدود برقة (قورينائية). وأسسوا بعض المدن الأخرى (طرابلس، لبدة، و صبرته) التي أشتهرت بعد ذلك وأصبح لها أسم في تاريخ الشمال الإفريقي . وقد ازدهرت تجارتهم على الساحل الغربي من ليبيا وذلك لأن المنتجات الأفريقية كانت تنتقل عبر الصحراء الليبية عبر طرق القوافل تخرج من مدينة جرمة من أواسط افريقيا الغنية بمنتجاتها المربحة كالذهب والأحجار الكريمة والعاج وخشب الأبنوس وكذلك الرقيق .
واستمر الجرمانيون مسيطرين على داخل الأراضى ليبيا لفترة جاوزت الألف سنة. ولما كان أساس الفينيقيون والإغريق هو العلاقات التجارية فتعاملوا مع الجرمانين على أساس المصلحة المتبادلة بين الطرفين .
الليبين فى العصر الرومانى والإغريقى حاول الرومان إخضاع القبائل الجرمانية بالقوة والسيطرة مباشرة على تجارة وسط إفريقيا ونجحوا فى البداية . ولكنهم فشلوا في ذلك وفي النهاية وجدوا أنه من الأفضل مسالمة تلك القبيلة . كما أستمر الوجود الفينيقي كما ازداد نفوذهم في شمال إفريقيا خاصة بعد تأسيس مدينة قرطاجة في الربع الأخير من القرن التاسع ق . (814 ق .م ). وصارت قرطاجة أكبر قوة سياسية وتجارية في حوض البحر المتوسط الغربي ، ولكن حدث تضارب فى المصالح التجارية والسيطرة على اسواق العالم فدخلت قرطاجة بعد ذلك في حرب مع روما . حيث وصلت إليه تلك المدينة الفينيقية من قوة وثراء لم تصله إليه روما نفسها ، فقامت سلسلة من الحروب المضنية . وقد عرفت هذه في التاريخ بالحروب البونية ، كانت النتيجة أن قرطاجة دمرت فى سنة (146 ق.م.) وأستولت روما على قرطاجة - وبعض البلاد التابعة لها التى هى المدن الليبية الثلاث طرابلس، لبدة، وصبرا ته - وأصبحت جزء من ليبيا محتله من الدولة الرومانية , أما السواحل الشرقية من ليبيا (برقة - قورينائية)، فظلت مع المستعمرين الإغريق الذين كانوا يحكمون مصر. مثلت، وأنشئ المهاجرون الإغريق مستعمراتهم فى برقة ، فهي لا تبعد كثيرا عن بلادهم، لأنها وفيرة فى خيراتها وخصب أراضيها وغنى مراعيها بالماشية والأغنام .
وفي القرن السابع ق . م أسس الإغريقين مدينة قوريني ( شحات ) سنة (631 ق . م) فى إقليم قورينائية (برقة) وكان باتوس الأول هو أول ملك للمدينة، وقد توارثت أسرته الحكم في قوريني لفترة قرنين من الزمان تقريبا فى الوقت الذى لم يكن عدد المهاجرين الأوائل فيه كبيرا إذ يقدره البعض بحوالي مائتي رجل .
وفي عهد ثالث ملوك قوريني باتوس الثاني حضرت أعداد كبيرة من المهاجرين الإغريق واستقرت في الإقليم . وأسسوا المدينة وبنوا اسوارها ، والأسرة التي أسسها باتوس الأول استمرت في الحكم زمنا طويلا ، وكانت القبائل الليبية تشن الهجمات من وقت لآخر على المستعمرات الإغريقية في المنطقة الساحلية.
في عهد أركيسيلاوس الثاني , رابع ملوك قوريني , عندما ازداد عدد المهاجرين الذين أتوا إلى مدينة قوريني هاجر منها بعض الإغريق بقيادة أخوه الملك ليؤسسوا بمساعدة الليبيين مدينة برقة (المرج) . ، وأرسلت المدينة بعضا منهم لإنشاء بعض محلات قريبة من الشاطىء. كانت من بين هذه الأماكن المحلة التي أنشئت طوخيرة (توكرة) على موقعها .
وقامت مدينة قوريني بتأسيس مستعمرة أغريقية أخرى هي مدينة يوهسيبريد يس (بنغازي) . ولما كان مركز الإتصال الخارجى للتجارة فى هذا الوقت هو البحر فقد كان لقوريني ميناء هو أبولونيا (سوسة) ، فإن مدينة برقة أنشأت ميناء لها في موقع بطولوميس (طلميثه) .
الليبين والفرس عندما احتل الفرس مصر، بعث ملك قوريني وفد إلى الملك الفارسي معلنا خضوع إقليم قورينائية . واستمرت تبعية ليبيا إلى مصر تحت حكم الوالى الفارسي .
وفي منتصف القرن الخامس ق . م (440 ق .م) قتل أركيسيلاوس الرابع، آخر ملوك أسرة باتوس الإغريقية، في يوهسيبريديس، وتفككت المدن الليبية واصبحت قورينائية تضم مدنا مستقلة عن بعضها البعض لكل مدينة حاكم . وتنافست مدن الإقليم في هذه الفترة فى التجارة فإزدهرت إقتصادياً ، ولكنها عانت من الاضطرابات السياسية نظراً لعدم وحدتها السياسية ووجود جيش لحمايتها فقد هاجمتها القبائل الليبية، كما كانت تلك المدن تتصارع فيما بينهاا وعصفت بها الانقسامات الداخلية للوصول إلى الحكم فيها .
الليبين والعصر البطلمى وفى 332 ق .م. غزا الإسكندر المقدوني مصر وكما استولى البطالمة الذين خلفوه في حكم مصر على إقليم قورينائية (332 ق .م.) التى كانت تابعة لمصر فى ذلك الوقت وفى هذا العصر أطلق على ليبيا باسم بنتابوليس، أي أرض المدن الخمس الغربية ، وتمتعت هذه المدن الخمسة بالاستقلال الداخلي نوعاً ما فى هذا العصر .
وفى سنة 96 ق .م. تنازل البطالمة عن حكم قورينائية لروما سنة ومنذ ذلك الوقت وصار الإقليم تحت رعاية مجلس الشيوخ والذى ضمها مع جزيرة كريت ولاية رومانية واحدة حتى فصلها الإمبراطور قلديانوس في نهاية القرن الثالث الميلادي.
الليبين ومار مرقس رسول المسيح من المعروف ان مار مرقس رسول المسيح هو ليبى الأصل في ليبيا وقد وجدت منذ عشرين سنة فى الثمانينيات من القرن العشرين آثار لمارقص الإنجيلي أحد الحواريين والذي عرف أنه كرز في هذا المكان في الفترة التي تلت قيامة المسيح وتحديدا قرب منطقة رأس الهلال ,حيث يعانق الجبل الأخضر البحر والمعروفة بجمال طبيعتها الخلاب , ووفرة الآثار الإغريقية والرومانية
واستشهد كثير من الليبين على أسم المسيح أثناء الإضطهادات الرومانية للمسيحيين وذكرت المراجع أحدهم فى زمن البابا ديسيوس البطريرك رقم 14 (246 - 264م ) أستشهد فى مدينة الأسكندرية وقال يوسابيوس القيصرى فى تاريخ الكنيسة (1) : " وطلب القاضى من آخر بعنف أن ينكر الإيمان , وقد كان ليبى المولد ( من ليبيا ) وأسمه مقار , وهو خليق بهذا الأسم , مبارك حقاً (2), وإذ لم يذعن أحرق حياً , وبعدهم بقى بيماخوس والإسكندر فى القيود مدة طويلة , وتحملا آلاماً لا تحصى بالمقشطة ( آلة للتعذيب ) (3) والجلدات , ثم أحرقا فى نار متلظية " .
الليبين والعصر البيزنطى المسيحى وفى القرن الرابع الميلادى قسمت الدولة الرومانية إلى دولتين الدولة الرومانية الشرقية والدولة الرومانية الغربية وكانت تونس وغربها تابع للأمبراطورية الرومانية الغربية أما ليبيا ومصر وسائر الشرق فقد تبع الإمبراطورية الرومانية الشرقية التى كانت تحت حكم الإمبراطور قسطنطين الأول الذى أصدر امراً بالإعتراف بالمسيحية تلك فإنتشرت المسيحية في ليبيا ولكن كانت بعض القبائل ما تزال على ديانتها الوثنية فترة قاربت القرن ونصف القرن من الزمان وبعد أن جعل الإمبراطور ثيودوسيوس الأول المسيحية الدين الرسمي والأوحد في الإمبراطورية في مرسوم أصدره سنة (392 ق .م.)
ليبيا والإحتلال الفاطمى الشيعى وفي سنة 969 م نجح جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة الفاطمي الرابع المعز لدين الله الإستيلاء على مصر من الولاة المستقلين الإخشيديين , وأصبحت مصر حاضرة الخلافة الفاطمية التي انتقل إليها المعز لدين الله سنة 973 م
وولى المعز بلكين بن زيري واليا على شمال أفريقيا ، وإقليم طرابلس و فإن ابن زيري وجد أن الترتيبات التي وضعها المعز لدين الله للولاية غير مناسبة له، ولما كان المعز لدين الله قد جعل كل شؤون الولاية المالية في أيدي موظفين يتبعونه مباشرة مما وجده ابن زيري والى شمال أفريقيا ان حكمة هو حكم صورى فقام بإلقاء القبض على موظفين جمع المال للخليفة وأرسل خطابا بهذا الأمر إلى المعز في القاهرة، ولكن مات المعز لدين الله فى هذا الوقت قبل أن يتمكن من اتخاذ أي إجراء ضد واليه ابن زيري .
وخلفه العزيز الذي فضل السياسة على الحرب ما دام ابن زيري تابعاً لحكمه وأقر أبن زيرى على ولاية أفريقيا التي أصبحت تمتد حتى أجدابيا، وظلت ولاية شمال أفريقيا في أيدي بني زيري حتى سنة 1145 م
ليبيا والإحتلال المسيحى وأحتل النورمانديين بعض مدن شمال ليبيا وكانوا ينطلقون من قواعدهم في صقلية
وفي عام 1158 م نجح الموحدون في طرد النورمانديين تماماً من طرابلس. الذين ظلوا يحكمون شمال أفريقيا حتى عام 1230 م . وقد ترك الموحدون حكم الأجزاء الشرقية من المدن التى أحتلوها للحفصيين. ولكن برقة لم يسيطر عليها الحفصيون، ولكنها ظلت تحت حكم مباشرة من مصر وان تمتعت في بعض الأحيان بالحكم الذاتي.
وفى سنة 1510 م احتل الأسبان طرابلس وظلوا يحكمونها حتى سنة 1530 م ثم منحها شارل الخامس ، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية لفرسان القديس يوحنا الذين صاروا يعرفون في ذلك الوقت بفرسان مالطا .
وبقيت طرابلس تحت حكم الفرسان المسيحى إحدى وعشرين سنة. ولكن لم يكن الفرسان متحمسين كثيرا للاحتفاظ بطرابلس. ،
ليبيا والإحتلال العثمانى السنى وفي سنة 1551 م هاجم جيش السلطان العثماني طرابلس بقيادة سنان باشا ودرغوت إلى طرابلس، وفرضا عليها حصارا دام أسبوعا واحدا وانتهى بسقوط المدينة .
دخلت البلاد منذ 1551 م فيما يعرف بالعهد العثماني الأول وهو الذي ينتهي 1711 م عندما استقل أحمد باشا القره مانلي بالولاية .
وقد شمل الحكم العثماني كافة أقاليم ليبيا: طرابلس الغرب، برقة، وفزان، وكان يحكمها طبقاً للنظام العثمانى باشا يعينه السلطان . وبعد قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الإمبراطورية العثمانية، وأصبحت الحكومة المركزية فى أستانبول عاجزة عن أن فرض النظام والتحكم في الولاة الذين صاروا ينصبون ويعزلون حسب نزوات الجند ، في جو يملؤه بالمؤامرات والعنف لأقتناص السلطة والحكم فى ارجاء الولايات والبلاد التى كانت خاضعة للحكم العثمانى . وفي كثير من الأحيان لم يبق الوالي في منصبه أكتر من عام واحد ويذكر المؤرخين ان في الفترة ما بين سنة 1672 م -1711 م تولى الحكم أربعة وعشرون واليا.
وفي سنة 1711 م قاد ضابطا في الجيش التركي أسمه أحمد القره مانلي جنوده وأطاح بالباشا العثمانى . ووافق السلطان على تعيينه باشا على ليبيا ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي .
وتوالت أسره أحمد القره مانلي حكم ليبيا حتى 1835 م ويعتبر يوسف باشا أبرز ولاة هذه الأسرة وأبعدهم ثرا.
كان يوسف باشا العثمانى جشعاً فى طلب المال وكان ينغمس في الملذات والترف ولجأ إلى الاستدانة من الدول الأوروبية. ممن يمرعلى بالقرب من السواحل الليبية وطالب الدول البحرية المختلفة برسوم المرور عبر تلك المياه .
وفى سنة (1803 ف) طالب بزيادة الرسوم على السفن الأمريكية تأمينا لسلامتها عند مرورها في المياه الليبية. وعندما رفضت الولايات المتحدة تلبية طلبه استولى على إحدى سفنها . الأمر الذي أعتبره الأمريكيين إعتداء ففرضت الحصار على طرابلس وضربها بالقنابل . ولكن العثمانيين أستطاعوا أسر إحدى السفن الأمريكية (فيلاديلفيا) عام (1805 ف) الأمر الذي جعل الأمريكيين يخضعون لمطالب العثمانيين . وبذلك استطاع يوسف باشا العثمانى أن يملأ خزائنه بالأموال التي كانت تدفعها الدول البحرية تأمينا لسلامة سفنها من قرصنته .
وكان عثمان باشا يميل إلى الإنفصال عن السلطان العثمانى وبدأ السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باشا وبتصرفاته عندما رفض يوسف مساعدة السلطان ضد اليونانيين 1829 م وقام عبد الجليل سيف النصر بالتمرد على يوسف باشا وحكم القرة مانيليين . كما اشتد ضغط الدول الأوروبية على يوسف لتسديد ديونه التى إستدانها منهم . وأرغم يوسف باشا على الاستقالة تاركا الحكم لابنه علي وكان ذلك سنة 1832 م وقد أعترف السلطان محمود الثاني 1808-1839م . ولكن قرر السلطان التدخل مباشرة واستعاد سلطته المركزية على ليبيا .
وفي26 مايو 1835 ف حاصر الأسطول التركي طرابلس والقي القبض على علي باشا ونقل إلى تركيا .
أدريس السنوسى أمير ليبيا وكان الفرنسيين إحتلوا الجزائر ثم تونس، وإحتل الإنجليز في مصر والسودان . كانت إيطاليا آخر الدول الأوروبية التي دخلت مجال التوسع الاستعماري وإلتهام جزء من الإمبراطورية العثمانية العجوز .
وأعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في 29 سبتمبر سنة 1911 ف.. وأستولت على طرابلس في 3 أكتوبر من السنة نفسها. ولم تصمد القوات التركية العثمانية ضد الإيطاليين إلا لفترة قصيرة، وإضطرت تركيا للتنازل عن ليبيا لإيطاليا بمقتضى المعاهدة التي أبرمت بين الدولتين في 18 أكتوبر 1912م
و دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى 1915 م حاولت تركيا إيجاد طابور خامس فى ليبيا لأستعادتها انضم أحمد الشريف فجندته ضد الغزو الإيطالي في برقة إلى جانب تركيا ضد الحلفاء حيث أن العملية كلها سياسية مجموعة دول ضد اخرى فى حرب عاليمة ، وتنازل أحمد الشريف عن الزعامة لإدريس السنوسي.
وكانت إيطاليا ضمن الدول المنتصرة ولكنها وجدت ان السنوسى أصبح قوة داخلية فمنحوا بعض الوعود لإدريس السنوسي، هذه الوعود تضمنت الاعتراف به أميرا على أجزاء من برقة وحاكماً عليها وأصبح تابعاً لهم ونصت الاتفاقيات التى تمت بينهما على وقف القتال وتسليم السلحة التى مع أتباعه ، ولكن اضطر الملك إدريس السنوسي للهرب إلى مصر، وتولى عمر المختار قيادة حركة الجهاد. وتولى الحزب الفاشستي زمام الأمور في إيطاليا سنة 1922 م ، وحاول الإنجليز فى مصر قلقلة القادة العسكريين الإيطاليين فجندوا عمر المختار وأمدوه بالسلاح وفي 1931 ف أسر الإيطاليين عمر المختار الذي كان يتزعم حركة المقاومة ضدهم وأعدموه شنقا في 16 سبتمبر سنة 1931 ف وتمكنوا من السيطرة على البلاد تماماً ، واستولوا على أخصب الأراضي ومنحوها للأسر الإيطالية التي جاءت لتقيم في ليبيا.
وفى الحرب العالمية الثانية 1940 م انضم الليبيون إلى جانب صفوف الحلفاء، بعد أن تعهدت بريطانيا بأنه عندما تضع الحرب أوزارها فإن ليبيا ستستقل عن إيطاليا .
وبعد هزيمة إيطاليا وسقوط كل من بنغازي وطرابلس في أيدي القوات البريطانية. فصلت انجلترا بين إقليمي برقة وطرابلس ومنح فزان لفرنسا ،
وفي أول يونيو 1949 م وبعد مفاوضات، تم الاتفاق على منح برقة استقلالها اعترف به الإنجليز ورفعواالليبين قضية ليبيا في جداول أعمال المؤتمرات التي عقدتها الدول الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية كما نقل الليبيون قضيتهم إلى الأمم المتحدة.
وفي 10/3/1949 م نشرت بريطانيا وإيطاليا مشروع بين سيفورزا الخاص بليبيا , ويقضي ذلك المشروع بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على فزان، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على المشروع . وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة في 13/5/1949 م وقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاقتراع عليه. ولم يحصل المشروع إلا على عدد قليل من الأصوات المؤيدة ,
ثم أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21/11/1949 م الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952 م وكونت لجنة لتنفيذ قرار الأمم المتحدة من أجل تحقيق وحدة ليبيا ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.
وفي شهر 10/1950 م كونت اللجنة جمعية تأسيسية من ستين عضوا تمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة عشرون عضوا.
وفي 25/11 /1950 م اجتمعت الجمعية التأسيسية برئاسة مفتي طرابلس لتقرر شكل الدولة. وكلفت الجمعية التأسيسية هذه الجنة لصياغة الدستور.
وبعد دراسة النظم الاتحادية للحكومات المختلفة في العالم، وفي سبتمبر 1951 م قدمت نتيجة دراستها إلى الجمعية التأسيسية وكانت قد أصبحت حكومات إقليمية مؤقتة ،
وفي 29/3/1951 م أعلنت الجمعية التأسيسية تشكيل حكومة اتحادية مؤقتة في طرابلس .
وفي 12/10/1951 م نقلت إلى الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية السلطة كاملة ما عدا ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية.
ولكن في 15/12/1951 م نقلت السلطات المالية إلى الحكومة الليبية المركزية .
وفي 24/12/1951 م إعلن الدستور وتولي ليبيا شؤون الدفاع والخارجية.
وفي سنة 1963 م تم تعديل الدستور وأسسوا دولة موحدة
وكان فجر الفاتح العظيم فى 1969م
====================================================================
المـــــــــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السادس الفصل 41 (ك6 ف 41)
(2) أسم "مقار" يعنى فى اليونانية مبارك
(3) آلة تعذيب أستعملت فى أضطهاد المسيحيين وكانت تمر فوق الجسم فتمزقة .